شهداؤنا الأبطال: نظرة إلى حياة وبطولات الشهید الملا عبدالمنان آخند (تقبله الله)

القارئ عبدالستار سعید   أعزاءنا القراء! في ليلة الثاني من ديسمبر عام 2018م ارتقى المسؤول الجهادي لولاية هلمند والقائد الميداني “الملا عبد المنان آخند” شهيدا في غارة جوية غادرة للاحتلال الأمريكي، وبمناسبة ذكراه الأولى نشارككم سيرته الذاتية.   الملا عبدالمنان آخند هو الملا “عبد الرحيم” ابن الحاج “دين محمد” الملقب بـ الملا “عبد المنان آخند” […]

القارئ عبدالستار سعید

 

أعزاءنا القراء!

في ليلة الثاني من ديسمبر عام 2018م ارتقى المسؤول الجهادي لولاية هلمند والقائد الميداني “الملا عبد المنان آخند” شهيدا في غارة جوية غادرة للاحتلال الأمريكي، وبمناسبة ذكراه الأولى نشارككم سيرته الذاتية.

 

الملا عبدالمنان آخند

هو الملا “عبد الرحيم” ابن الحاج “دين محمد” الملقب بـ الملا “عبد المنان آخند” ينتمي إلى قبيلة “إسحاقزاى” ولد في مديرية “نوزاد” بولاية “هلمند”، كان طفلا إذ انتقلت عائلته من مديرية “نوزاد” إلى مديرية “ناوه”، ولذلك قضى شطرا من عمر الطفولة في مديرية “ناوه”، وفي عام 1360 الهجري الشمسي عادت عائلتهم إلى موطنهم الأصلي، وكانت المقاومة الجهادية ضد السوفييت المحتلين في أفغانستان آنذاك في أوج قوتها.

الملا “محمد نسيم أخندزاده” كان من أشهر القادة الجهاديين في المديريات الشمالية لولاية “هلمند”، والذي أسس مدارس في المناطق المفتوحة إضافة إلى فعالياته الجهادية، وبما أن الملا “عبد المنان” تلقى الدروس الإبتدائية في منزله ومسجد القرية، رحل في طلب العلم وهو ابن أربعة عشر عاما وبدأ يتعلم الدروس في المدرسة التي أسسها الشهيد الملا “نسيم أخندزاده”.

 

طالب متفطن لم يتمكن من مواصلة السير العلمي

الشهيد الملا “عبد المنان أخند” كما لمع نجمه في ساحات الجهاد فكذلك كان أثناء طلبه للعلم متفطنا ذكيا، مجتهدا متفوقا على أقرانه، وقد مكث سنتين من مرحلته الدراسية في مدرسة “نسيم أخندزاده” بولاية “هلمند”، ثم عاد إلى “نوزاد”، وواصل دروسه في مدرسة المولوي “غلام نبي” بمنطقة “كاريز أفغان”، ثم سافر إلى “باكستان” في طلبه للعلم، وكان آنذاك يقطنها ملايين المهاجرين، وأسست المدارس في المخيمات والبلاد، ذهب الملا “عبد المنان آخند” إلى “بلوشستان”، ثم بعد عام ذهب إلى مدينة “كويتا” ودرس في المدرسة الأشرفية وغيرها حينا من الزمن، وفي 1369 الهجري الشمسي ذهب في رحلته العلمية مع عدد من أصدقائه إلى إقليم “خيبر بختونخوا” وفي البداية درس في مدرسة المركز الإسلامي وكان برفقته الشهيد الملا “أختر محمد عثماني”-تقبله الله- والقائد الميداني “صدر محمد إبراهيم” -حفظه الله-، ثم واصل دروسه في مخيم للمهاجرين الأفغان بمدينة”كوهات” الباكستانية.

واصل الملا “عبد المنان آخند” دروسه متنقلا بين مدارس المخيمات المتعددة، ودرس عاما واحدا في مدرسة المولوي “جلال الدين الحقاني” “منبع الجهاد” في خوست، يقول أحد زملائه المولوي “محمد أنور”: (كان آنذاك يتم بناء المسجد الجامع لولاية “خوست” وكان الملا “عبد المنان آخند” يعمل نصف يوم في هذا المسجد ليكتسب نفقة مرحلته الدراسية ويشتغل نصف اليوم بالدراسة، وكان ذا همة عالية يأكل من نفقة يده حتى في زمن دراسته).

ويضيف: كان الملا “عبد المنان آخند” يُعدّ أثناء دراسته من الطلبة المتفوقين يكرّر الدروس لزملائه، تلقى الدروس من المشائخ المشهورين ولكن بسبب بدء حركة “طالبان” وحبه للجهاد في سبيل الله لم يتمكن من مواصلة دروسه وإكمال مرحلة الدراسات العليا، فهاجر إلى “كندهار” برفقة عدد من زملائه والتحق بركب “الإمارة الإسلامية”.

 

الحياة الجهادية

الملا “عبد المنان أخند” كان يشارك في العمليات الجهادية ضد القوات “السوفيتية” عندما كان يدرس الدروس الإبتدائية في “موسى كلا” و”نوزاد”، وكذلك عندما كان يدرس في “بلوشستان” كان يذهب في العطلات إلى “كندهار” للجهاد في سبيل الله، وكان آنذاك للجنرال الشيوعي الهالك “جبار قهرمان” مركزا عسكريا في مديرية “ميوند” بمدينة “كندهار”، وكان المجاهدون يشنّون عليه العمليات، وكان الملا “عبد المنان آخند” يجاهد في ذلك الوقت تحت قيادة الملا “محمد هاشم” في المنطقة.

والتحق الملا “عبد المنان آخند” بحركة “طالبان” الإسلامية لما استولوا على “بولدك”، وبسبب استخدامه لقاذف آر بي جي كثيرا تمزقت طبلة أذنه وفقد سمعه للأبد، وبعد فتح ولاية “قندهار” كان مساهما في تطهير ولاية “أروزكان” كما كان مرافقا لتك القافلة التي فتحت بعد ولاية “غزنة” و”باكتيكا” و”بكتيا” و”خوست” وسيطرت على مناطق واسعة من البلاد.

وبعد فتح ولايتي “هيراة وكابول” تولى عدة مناصب تحت قيادة وزير الطيران الملا “أختر محمد منصور” -تقبله الله- وكان القوات الجوية آنذاك مندمجة تحت وزارة الطيران المدني، حيث كان مسؤولو الطيران يتحملون مسؤولية الغارات الجوية أثناء العمليات العسكرية والإمداد ونقل الجرحى، وكان الملا “عبد المنان آخند” نائبا لرئيس مطار “كابول” لمدة سنتين إبان عهد “الإمارة الإسلامية، ولمدة عام ونصف مسؤولا لمطار “هيرات” ثم تولى في النهاية مسؤولية مطار “شيندند”.

وإضافة إلى مسؤولية المطار كان يشارك دائما في العمليات العسكرية شمالي “كابول” وفي ولاية “غور” وأصيب بجراحات في اليد والفك الأسفل، كما انكسر عظم رجله في حادث مرور في ولاية “هيراة”، وقد أدى مهمته الشاقة ووظيفته الصعبة بأمانة كاملة.

وبعد العدوان الأمريكي بأسابيع لما انسحب المجاهدون من المدن الكبرى، رجع الملا “عبد المنان آخند” -تقبله الله- إلى “قندهار”، وقاتل في الخط الدفاعي بالقرب من مطارها تحت إمرة الأمير الشهيد الملا “أختر محمد منصور” -تقبله الله- حتى آخر الأيام ولما انسحبت “الطالبان” من “قندهار” رجع هو إلى منطقته في “نوزاد” بولاية “هلمند”.

 

بدء الجهاد ضد أمريكا

مكث الملا “عبد المنان آخند” بعد العدوان الأمريكي حينا من الزمن في منطقته “نوزاد” ثم هاجر إلى مديرية “بولدك” إخفاء لنفسه من أنظار العدو، وكانت بدايات الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي مليئة بالابتلاءات والمحن، وكان المجاهدون يتحركون بسرية تامة، وعُيّن المسؤول الجهادي الأول لولاية هلمند الشهيد “الملا داد الله آخند” -تقبله الله- وبقي مسؤولا لها حتى أواخر عام 2003 الميلادي، ثم عُيّن الشهيد الملا “أختر محمد عثماني” -تقبله الله- وكان الملا “عبد المنان أخند” يؤدي مهمته كمسؤول جهادي لمديرية “نوزاد”، وببداية عام 2005 الميلادي عُيّن مسؤولا عاما لولاية هلمند، إلى أن أُسر في 17\8\2008 في “باكستان”.

وكان العهد الأول من مسؤوليته لولاية “هلمند” مليئا بالمخاطر والتحديات، كانت “هلمند” قد خضعت لسيطرة الاحتلال البريطاني وعملائه، وبدأ المجاهدون قتالهم ضد العدو الأقوى بأيد فارغة، وبدأت الفعاليات الجهادية على شكل حرب العصابات، بدأت الهجمات الجهادية في شمالها عن “باغران” وفي جنوبها عن “ديشو” وهزارجفت”، وانتقلت العمليات تدريجيا من حرب العصابات إلى شكل علني، وبنى المجاهدون مراكز في المناطق الجبلية النائية يقودون عملياتهم الجهادية منها، وصاروا يستهدفون أهدافا كبرى.

وفي عامي 2005 و2006 صار الجهاد علنيا في جميع مديريات ولاية “هلمند” وسيطر المجاهدون على مناطق واسعة حتى أنهم فتحوا مديرية “جرمسير” ومديرية “ناوه” في عمليتين مفاجئتين، ثم انسحبوا عنهما. ومن انتصارات عام 2006 المهمة التي تردّد صداها في وسائل الإعلام هو هروب الجنود “الإنجليزيين” عن “موسى كلا”، حيث حوصروا فيها، والمجاهدون كانوا يقصفونهم بقذائف الهاون ليلا ونهارا، حتى اضطروا وطلبوا الطريق الآمن من المجاهدين بوساطة زعماء القبائل وشيوخهم، واتسعت رقعة سيطرة المجاهدين فيه وضيق الخناق على العدو واضطر العدو لتلقي الدعم اللوجستي جويا.

وفي نفس العام تمكن المجاهدون بعد الهجمات المتوالية من تطهير المديرية كاملا عن العدو، وكانت تحت سيطرتهم إلى أن بدأ المحتلون عملياتهم الواسعة عليها، فانسحب المجاهدون عنها تكتيكيا.

وفي عام 2006 الميلادي تلقى المحتلون ضربات ثقيلة في “هلمند” وخسروا مناطق واسعة، وفي عام 2007 الميلادي وسّعوا عملياتهم العسكرية وأعلنوها تحت مسميات مختلفة لكن المجاهدين واجهوها بشجاعة وبسالة مما أدى إلى فشلها، وأثناء هذه الغارات والعمليات استشهد عدد كبير من قادة المجاهدين، وخرج الملا “عبد المنان آخند” -تقبله الله- سالما عن عدد من هجمات العدو القاتلة.

وفي عام 2006 الميلادي ذهب مرة إلى منزل أخيه، حتى يزرو أباه بعد أربع سنوات من الفراق، ولكن العدو داهم المنزل وقتلوا أباه الشيخ، وأسروا أخاه، وأنجاه الله من أيديهم وردّ كيدهم في نحورهم.

وفي عام 2007 الميلادي اشتبك الملا “عبد المنان آخند” وإخوانه ذات مرة مع العدو في مديرية “غريشك” ثم انسحبوا عن ميدان المعركة في سيارتين إلى منطقة “شوركي” ولجأوا إلى حديقة هناك وبينما كانوا يستريحون في عريشها إذ قصفتهم الطائرات الأمريكية، وكانت القنبلة قوية للغاية حيث تطايرت أجزاء السيارات وأشلاء الأجساد، ونبع الماء عن الأرض، وقتل من أصدقائه المجاهدين خمسة نفر، وأخرج هو وثلاثة من المجاهدين الآخرين أحياء من تحت التراب، وأصيب في هذا القصف وانكسر عظم عاتقه، وكان يشتكي إلى مدة طويلة من ضيق النفس.

وبعد مدة من هذه الحادثة قارع العدو ذات يوم في “غريشك” وفي رجوعه أراد أن يستريح في منطقة حيدرآباد” ولعل العدو تنصت على هاتفه، وفي الظهر لما خرج للوضوء وبقي هاتفه داخل الغرفة، قصف العدو هذه الغرفة ودمرها بالكامل وأنجى الله الملا “عبد المنان آخند”، ورغم هذه الأخطار وعمليات العدو الواسعة كان يعيش دائما في ساحات الحرب يقود المجاهدين ويرشدهم.

 

اعتقاله من جانب الحكومة الباكستانية

وفي عام 20008 الميلادي اشتدت المعارك في “هلمند” وفي “أغسطس” هذا العام قتل شقيقه في سبيل الله، فرجع الملا “عبد المنان آخند” إلى منزله الواقع في مخيم للمهاجرين الأفغان في إقليم “بلوشستان” ليتلقى التعازي حول مقتل شقيقه، إذ اعتقلته “المخابرات الباكستانية” في 17 من “أغسطس”، ولم يعلم سبب اعتقاله ولكن كانت العمليات الجهادية ضد الاحتلال الصليبي في أوج قوتها، واعتقلت “باكستان” عددا من قادة “الإمارة الإسلامية” ولبث كل واحد منهم في السجن بضع سنين، ومن التحليلات أن “الأمريكيين” يريدون باعتقال المسؤولين الجهاديين إيجاد العوائق والمشاكل أمام العمليات الجهادية في “أفغانستان”.

ومكث الملا “عبد المنان آخند” خمس سنوات وشهرين في معتقلات “باكستان”، حتى أفرج عنه في عام 2013 الميلادي.

 

المرحلة الثانية من المسؤولية الجهادية لولاية هلمند

وبعد اعتقال الملا “عبد المنان آخند” مرت أحوال صعبة على “هلمند”، وفي عام 2009 الميلادي أعلن “البريطانيون” عمليات واسعة في “سنجين”، ثم في مديرية “ناد علي”، ثم في “ناوه” و”جرمسير” و”خانشين” وقد كانت هذه العمليات كبيرة جدا حيث شارك فيها آلاف المحتلين إضافة إلى آلاف العملاء والمرتزقة.

و في هذا الوقت نزلت عشرات الآلاف من الجنود الخارجيين إلى قرى “هلمند” وبنوا ثكنات قوية في كل قرية، وارتكبوا الجرائم والمجازر واضطر المجاهدون ليعودوا إلى حرب العصابات مرة أخرى، كما بدأ مشروع الأربكية في جميع المناطق وفقا لتخطيط الجنرال الأمريكي “ديفيد بترايوس”.

وفي عام 2013 الميلادي ظهر المجاهدون بموقف قوي في ساحات “هلمند” الجهادية وبدؤوا هجمات كبرى على العدو وهكذا انقلبت الموازين وانعكست المعادلة مرة أخرى، ولاذ المحتلون والعملاء بالفرار وأخذ المجاهدون يطهرون المناطق، وفي “أكتوبر” هذا العام أطلق سراح الملا “عبد المنان آخند” وعيّن مسؤولا جهاديا لولاية هلمند مرة أخرى في “أبريل” عام 2014 الميلادي.

وكانت المرحلة الثانية من مسؤوليته ناجحة جدا، حيث غيّرت الوضع القتالي لولاية “هلمند” بنصر من الله وببركة تضحيات المجاهدين، حيث نجح المجاهدون بنصر من الله في جميع هذه الخطط التي وضعوها في مديرية “غريشك” و”سنجين” و”موسى كلا”، و”نوزاد”، و”مارجه” و”كجكي”، وسيطر المجاهدون على مناطق واسعة وفتحوا ثكنات ومراكز عسكرية وحوصر العدو في مراكز المديريات، وفي 26 من “أكتوبر” نفس العام أنزل المحتلون رايتهم في قاعدة “شوراب في “هلمند” واعترفوا بهزيمتهم، والبريطانيون هم الذين تولوا مسؤولية ولاية “هلمند” بعد الاحتلال الأمريكي.

وفي العام 2015 الميلادي فتح المجاهدون تحت قيادة الشهيد الملا “عبد المنان آخند” -تقبله الله- مراكز عدة مديريات “نوزاد” وخانشين” وموسى كلا” وقاموا بتصفية كثير من المناطق من رجس العدو، ودخل المجاهدون إلى منطقة “بابا جي” وطردوا مليشيات الأربكي عنها، كما سيطروا على مناطق واسعة في المديريات الأخرى.

لقد أفرغ المحتلون جهودهم ثمانية أعوام وأنفقوا أموالا طائلة وجهزوا مليشيات الأربكي وبنوا فيها قواعد حصينة، وقد كان الله لهم بالمرصاد فذهبت جهودهم أدراج الرياح وكان أمر الله قدرا مقدورا.

وكان السبب الأساسي لانتصارات “هلمند” هو التأييد الإلهي، ولكن من أهم أسبابها الظاهرة قيادة “الملا عبد المنان آخند” المخلصة والمحنكة، حيث كان في الصف الأمامي في أكثر المعارك، وقد نظم مجاهدي مديريات هلمند في صف متحد، وشكّل الوحدات الهجومية، وعيّن قادة جريئين باسلين على السرايا والوحدات.

القيادة المباشرة، والامداد الفوري، والتكيكات المناسبة لكل الأوضاع كانت من ميزات قيادته التي كانت تربك العدو وتجبره على الهروب، وقد اعترف الجنرال الهالك “عبد الجبار قهرمان” ذات مرة أن الأمريكيين وعملاءهم حشدوا من القوة والتجهيزات العسكرية في “هلمند” ما يكفي لدولة كاملة، ولكن ثبتت هذه الترتيبات العسكرية والأمنية كلها سد الرمال أمام حزب الرحمن وانمحت واحدة تلو الأخرى.

 

المقاومة ضد الفتن المختلفة

وفي المرحلة الثانية من مسؤولية الملا “عبد المنان آخند” كان من جانب مشغولا بضرب المحتلين وعملائهم وإلى جانب آخر رفع بعض الفتن الأخرى رأسها في “هلمند”، ومع خروج “داعش” رفع بعض الناس راية البغي، وكذلك صنع النظام العميل بمشاركة من المخابرات الخارجية دسيسة مليشيات “سنكوريان” ولكن الشهيد الملا “عبد المنان” -تقبله الله- وقف صامدا أمام هذه الفتن الجديدة وإضافة إلى العمليات الجهادية كان متوجها إلى أخطار هذه الفتن الجديدة، حتى انتصر عليها بنصر من الله وأحبط مخططات العدو.

ولما أيس العدو عن المكايد العسكرية بدأ يحيك المؤامرات الإستخبارية والمخططات الدعائية، وطفقوا ينشرون باسم الملا “عبد المنان آخند” بيانات مزورة ورسائل ملفقة، تفيد بأنه يناهض قرارات قيادة الإمارة الإسلامية، ولكنّ الملا “عبد المنان آخند” رد هذه الدعايات كل مرة في حواراته وتصريحاته.

و في هذه المدة تم تصفية المناطق الشمالية والجنوبية كلها نتيجة الانتصارات والتطورات المتوالية، حتى أشيع نبأ سقوط “لشكرجاه” مركز ولاية هلمند”، فخاف المحتلون الأجانب عن سقوط قواعدهم هناك فبدأوا العمليات الجوية والأرضية الواسعة لصد تقدم المجاهدين، وقد شهدت “هلمند” في العام 2017 و2018 اشتباكات شديدة استفرغ العدو فيها قوته الجوية والأرضية ولكن لم يحقق إنجازا سوى حماية “لشكرجاه” و”غريشك” عن السقوط.

 

استشهاده

لقد خرج الملا “عبد المنان آخند” حيا مرات عديدة عن غارات العدو ومساعيه القاتلة، وأخيرا وافاه الأجل وقتل مقبلا غير مدبر في غارة أمريكية غادرة وفاضت روحه الطاهرة فرحمك الله أيها البطل وسلام على روحك في الخالدين.

وقال لي صديقه الملا “مدثر آخند”: (بأن الملا “عبد المنان آخند” كان متحركا دائما أثناء مسؤوليته لولاية “هلمند” يتفقد أحوال المجاهدين والرعية ويسعى لحل مشاكلهم، حتى أنه يتنقل في يوم واحد إلى أربع أو خمس مديريات).

ويقول أصدقاؤه: أنه قضى الليلة الأخيرة من عمره في مديرية “سنجين” وفي الصباح ذهب إلى مديرية “نوزاد” ليلتقي بالمسؤولين الجهاديين هناك، وأراد أن يتغدى في مديرية “موسى كلا” وتناول في الغداء الخبز بدون الإدام، ثم عاد إلى مديرية “سنجين” والتقى هناك بالقادة الميدانيين، وصلى العصر مع الجماعة، ثم قال: ما غيرت الملابس منذ حين فاغتسل ولبس الملابس النظيفة وتعمم بالعمامة البيضاء، وودّع إخوانه، وصلى المغرب في منطقة “نوزاد رود” مع الجماعة يريد أن يبيت في مديرية “نوزاد” ولما تحرك بعد صلاة المغرب استهدفت الطائرات الأمريكية سيارته بعدد من الصواريخ وقتلت ذلك المجاهد الوفي والقائد الأبي فإنا لله وإنا إليه راجعون.