أنفق یا مسلم علی المجاهد!

عبدالله السجستاني إن الإنفاق في سبيل الله شعبة من الجهاد، وآعظم أجراً وأفضل منزلة من ينفق ماله ويبذل نفسه في سبيل الله؛ لأن له حظان وأجران. وإن لإنفاق المال أهمية كبيرة ودور عظيم في الجهاد؛ لأن الآمال الكبيرة والأهداف العظيمة لا تتحقق إلا باقتصاد قوي – بعد فضل الله -، لأن الموارد الاقتصادية تعين المجاهد […]

عبدالله السجستاني
إن الإنفاق في سبيل الله شعبة من الجهاد، وآعظم أجراً وأفضل منزلة من ينفق ماله ويبذل نفسه في سبيل الله؛ لأن له حظان وأجران. وإن لإنفاق المال أهمية كبيرة ودور عظيم في الجهاد؛ لأن الآمال الكبيرة والأهداف العظيمة لا تتحقق إلا باقتصاد قوي – بعد فضل الله -، لأن الموارد الاقتصادية تعين المجاهد في الحصول على ما يحتاج إليه من الأسلحة والعتاد والآليات للنيل من العدو والإضرار به.
وقد أمرنا الله بأن نستعد لمواجهة العدو في جميع المجالات، وحرضنا على الإنفاق في سبيل الله؛ لأن الإعداد يتوقف على المال، يقول الله تعالى: ﴿وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم﴾. الأية، فالاستعداد لمواجهة العدو مواجهة الند للند إنما يتحقق حينما يكون المجاهد متسلحاً ومدججا بأحدث التكنولوجيات والأسلحة المتطورة
فضل الإنفاق في سبيل الله في القرآن والسنة:
قال الله تعالى: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِی كُلِّ سُنۢبُلَةࣲ مِّا۟ئَةُ حَبَّةࣲۗ وَٱللَّهُ یُضَـٰعِفُ لِمَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة ٢٦١]
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: “هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِتَضْعِيفِ الثَّوَابِ لِمَنْ أَنْفَقَ فِي سَبِيلِهِ وَابْتِغَاءِ مَرْضَاتِهِ، وَأَنَّ الْحَسَنَةَ تُضَاعَفُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، فَقَالَ: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: فِي طَاعَةِ اللَّهِ. وَقَالَ مَكْحُولٌ: يَعْنِي بِهِ: الْإِنْفَاقُ فِي الْجِهَادِ، مِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ وَإِعْدَادِ السِّلَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَقَالَ شَبِيبُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الْجِهَادُ وَالْحَجُّ، يُضْعِفُ الدِّرْهَمَ فِيهِمَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ؛ وَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ﴾”.
وفي الحديث: عن زيد بن خالد رضي الله عنه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ جَهَّزَ غَازِياً فِي سَبِيلِ الله فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً فِي سَبِيلِ الله بِخَيرٍ فَقَدْ غَزَا». متفق عليه.
فأيها المسلم!
مَنْ أحق بالإنفاق من المجاهد في سبيل الله، الذي يبيع نفسه وماله لله، ويسارع نحو الموت من إعلاء كلمة الله وتطبيق دينه وشرعه، ويلقي نفسه في الأزمات لتستريح أنت وأهلك في بيتك وتعيش عيشة هناء ورخاء؟ ومن أفضل من الذي يأتمر بأمر الله عزوجل، ويحقق آمال الأمة الإسلامية، ويعيد مجدها بجهاده ونضاله؟
فأنفق يا مسلم في سبيل الله، وساهم في هذا الجهاد العظيم لعل الله يغفر ذنوبك ويرحم عليك.