الإدارة الأمريكية الجديدة واتفاقية الدوحة؟

م. احمد طلحة في حين يُرْجَى أن تَخْرج القوات الأجنبية كلها من أفغانستان خلال الأشهر الأربعة القادمة، وينتهي الاحتلال الأمريكي الذي دام عشرين عاماً، وفقاً لاتفاقية الدوحة، ليقوم الأفغان بإنشاء نظامٍ يتمتع بالاستقلال، ويحافظ على القيم الدينية والوطنية ويهتم بها، تولت إدارة جديدة برئاسة “جوبايدين” زمام الأمور في أمريكا، مما أثار مخاوف تجاه اتفاقية الدوحة. […]

م. احمد طلحة
في حين يُرْجَى أن تَخْرج القوات الأجنبية كلها من أفغانستان خلال الأشهر الأربعة القادمة، وينتهي الاحتلال الأمريكي الذي دام عشرين عاماً، وفقاً لاتفاقية الدوحة، ليقوم الأفغان بإنشاء نظامٍ يتمتع بالاستقلال، ويحافظ على القيم الدينية والوطنية ويهتم بها، تولت إدارة جديدة برئاسة “جوبايدين” زمام الأمور في أمريكا، مما أثار مخاوف تجاه اتفاقية الدوحة.
يعتقد كثير من المحللين أن “جوبايدن” وإن كان يخالف “ترامب” في كثير من المجالات السياسية، حيث ألغى في اليوم الأول حكمه العديد من القرارات التي اتخذها سلفه “ترامب”، لكنه في قضية أفغانستان يميل إلى سحب القوات الأمريكية منها، ويبدو أنه سيقر الاتفاقية التي توصلت إليها طالبان مع الولايات المتحدة، وأقرتها الأمم المتحدة وعشرات المنظمات الأخرى، ولهذا الأمر أسباب عديدة، منها ما يلي:
أولاً: الرئيس الأمريكي الجديد “جوبايدن” وفريقه، وإن لم يبدو سياسية “واشنطن” تجاه أفغانستان، لكنه طالب في السابق بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وإنهاء هذه الحرب الطويلة.
ثانيًا: لم تجر محادثات السلام بين طالبان و”ترامب” كفرد، فقد ساهمت في المفاوضات التي انتهت باتفاق الطرفان على إخراج الجيش الأمريكي وحلفه من أفغانستان، المخابرات الأمريكية، ولجان قانونية، وكثير من أصحاب السلطة والتأثير وهم ما زالوا في مناصبهم حتى في الإدارة الجديدة.
ثالثًا: قد شنت طالبان هجماتها، واستمرت في تنفيذ عملياتها القتالية ضد الاحتلال الأمريكي إلى قبيل الاتفاقية، وحققت نجاحًا فاق التوقعات الدولية، ولم تشعر بالتعب واليأس في هذا السبيل، ولم تُوقِّع اتفاقا مع أمريكا كُرْها، بل أَرْغَمت أمريكا على الإذعان لحل القضية عن طريق المفاوضات والمحادثات؛ لأنها فشلت وتعرضت للهزائم والإخفاقات، فخضعت أخيراً لإنهاء الحرب في أفغانستان وفق اتفاقية الدوحة، لتحفظ ماء وجهها، وتستعيد دورها السابق قبل تدهوره في الحروب.
رابعًا: يريد الشعب الأمريكي بأسره إنهاء الحرب في أفغانستان، ويريد عودة القوات الأمريكية إلى الوطن، لذا لا يمكن للإدارة الأمريكية الجديدة أن تتجاهل مطالب شعبها وتتغافل عنها.
وسلمنا أن إدارة جوبايدن ألغت الاتفاقية خلافًا للتوقعات والاحتمالات الآنفة، فإن موقع طالبان واضح ولا يحتاج إلى نقاش، فهي تواصل مسيرتها الجهادية حتى يتحرر البلد بأكمله، وتمحو الفتنة، ويُسْتَأْصَل الفساد من جذوره.