الرؤی الربانية والإلهامات الرحمانية

أبویحیی بلوشي تعریب: عبدالله السجستاني يبيع مجاهد الإسلام نفسه لله تعالى ويبذلها له ليعلو دينه وليحصل مقابل نفسه؛ على رضى الله تعالى وعلى الجنة والعزة الدنيوية ومئات من الكرامات والنعم. وإن الله يُلهم إلى بعض من المجاهدين اقتراب موعد استشهادهم أو يُخبرهم بذلك في رؤيا يراه المجاهد في منامه، كرامة من جانب الله له، وإن […]

أبویحیی بلوشي
تعریب: عبدالله السجستاني

يبيع مجاهد الإسلام نفسه لله تعالى ويبذلها له ليعلو دينه وليحصل مقابل نفسه؛ على رضى الله تعالى وعلى الجنة والعزة الدنيوية ومئات من الكرامات والنعم.
وإن الله يُلهم إلى بعض من المجاهدين اقتراب موعد استشهادهم أو يُخبرهم بذلك في رؤيا يراه المجاهد في منامه، كرامة من جانب الله له، وإن هذا بشرى وكرامة عظيمة لمجاهد عاشق للشهادة؛ متلهف إلى لقاء الله ومصاحبة إخوانه ورفاق دربه.

على سبيل العموم فإن معظم الشهداء في أواخر حياتهم؛ يميلون للانزواء والتغيير والصمت العجيب حيث يودِّع إخوانه ويطلب منهم العفو أو يرى في منامه رؤيا تدل على استشهاده.

رأى الشهيد عبدالهادي صالح تقبله الله، في منامه، قبل استشهاده بليلتين رؤيا؛ وهي أنه لبس ثوبا أخضر أو شيئا أخضر (والشك من جانب الراوي) وأنه خطب زوجة ثانية وقد قرر أن يتم عرسه بعد ليلتين.
ظن الشهید بأن الله سیهيء له الزواج الثاني فیبین لرفاق دربه رؤياه ولكنه استشهد بعد ليلتين في القصف.

الشهيد عبدالرحمن مقداد، من شهداء ولاية فراه، رأى في منامه قبل ليالي من استشهاده؛ أنه يحلِّق فوق العرش ويطير.

صباح يوم من الأيام يقول الشهيد مصطفى؛ من الشهداء في قصف خاشرود، لصديقه الذي أيقظه لصلاة الصبح: يا ليتك ما أيقظتني! كنتُ أرى في المنام أني في حديقة خضراء، فأخذت حور العین ثمرة من يدي فكنت أعدو خلفها وأتبعها، فما وصلت إليها إلا وأيقظتني!

تغيّرت الأحوال النفسية للشهید أیوب سبیل، تحديدا أواخر حياته، حيث كان يسكن في غرفة بعيدة من غرفة المجاهدين، لئلا ينبه أي مجاهد بعمله، وليلة استشهاده، يضطجع على الأرض قليلا، ثم يقول لأحد من أصدقاءه: هذه الليلة نزلت علي سكينة عجيبة.
نقل أحد أصدقاء الشهيد خيرالدين شعيب تقبله الله أنه لم يكن يتعود أن يؤم المجاهدين في الصلوات المفروضة، ولكنه أم المجاهدين قبل يوم من استشهاده ثم غلب عليه الصمت طوال يومه هذا.
الشهيد بإذن الله طلحة؛ الذي اشتهر بالشهيد الخادم، في المرة الأخيرة، يخدم المجاهدين رغم عادته الماضية أكثر من رفاق دربه، وكان يشتاق أن يشترك في العمليات، حتى نزل على غرفتهم التي كان الشهيد وأحد أصدقاءه فيها، صاروخ مزق أشلائهما.
اجتهد المجاهدون للعثور على أشلاءهما الممزقة وجمعوا قطعات من أجسادهم، لكن بعد بحث شديد جاءت هرة بقطع من جسدي هذين الشهيدين ووضعتها بالقرب منهما وذهبت، فدفن المجاهدون أشلاءهما الممزقة في قبر واحد ليكون خير شاهد لتضحيات هذا الشعب في سبيل الله تعالى.
مقاتلي الإسلام رغم كثافة الشدائد وخوضهم في مستنقعات المصائب يحفهم ألطاف الله ويسارعون نحو مواجهة المصائب هادئين البال، حيث ينزل عليه سكينة من جانب ربهم.

لا شك أن الرؤى الربانية والإلهامات الرحمانية، إنما هي لسكينة المجاهدين وتثبيت أقدامهم.